كلمة قبل بداية الحرب ..
اول مرة اتحدث عن المنتخب لمغربي منذ مشاركته في الكان الحالي .
ما يظهر لي ان الشعب المغربي لا زال لا يعلم الهوية التي يود أن يرى عليها فريقه الوطني , سواء لعب جميل استعراضي اكثر بحكم ان اللاعب المغربي موهوب تقنيا قبل كل شيء و هذا هو الطبق الكروي الذي قدمناه عبر تاريخنا و في كل مرة يشهد لنا الجميع بالأداء القوي و اللعب الجميل و المهارة الممتعة للعين , لكن ما هي المحصلة ؟
المحصلة تقول ان المنتخب المغربي فاز بلقب افريقي وحيد سنة 1976 كإنجاز قاري وحيد عبر تاريخه بالرغم من كل ما قدمناه في خدمة الكرة الجميلة , في 1998 انتصرنا على مصر بهدف تاريخي لمصطفى حجي و في الاخير مصر هي التي احرزت اللقب .
في 2004 وصلنا للنهائي بمنتخب أشبه بالمنتخب الحالي , جيل صغير السن مطعم بلاعبين خبرة أمثال نورالدين النيبت بمدرب شاب طموح كباجو الزاكي , استطاع انهاءدور المجموعات متصدرا في مجموعة ضمت نيجيريا القوية جدا انذاك . بعدها إخراج الجزائر من البطولة بثلاثية تاريخية من توقيع الشماخ الزايري و يوسف حجي . ثم اقصاء مالي في النصف النهائي برباعية نظيفة و مع ذلك أقصي الفريق .
من خلال البحث في خزانة الانتكاسات قليلا ستعود لسنة 2012 بمدرب بلجيكي ايريك غيريتس قدم معه المنتخب المغربي كرة رائعة و كان جل المتابعين يحبون رؤية ذلك الطبق الكروي الرائع الذي قدمه الأسود بمدرب جيد و مجموعة قوية . لكن في الاخير المحصلة كانت الخروج من دور المجموعات في كان 2012 في مجموعة ضمت تونس و الجابون و النيجر ب 3 نقاط من انتصار وحيد على النيجر .
الحسنة الوحيدة لتلك الحقبة كانت هي الانتصار مرة اخرى على الجارة الجزائر بنتيجة 4/0 في مباراة للتاريخ بمدينة مراكش .
سنة 2019 , دخل المنتخب المغربي كمرشح فوق العادة بعد ما قدمه في مونديال روسيا , لكن الحقيقة تقول ان المعسكر لم يمر في اجواء توحي ان الفريق سيذهب الى مصر لتحقيق اللقب الغائب , بداية بخلاف بين عبد الرزاق حمدلله و يونس بلهندة انتهى بمغادرة طوعية لحمدلله من المعسكر .
و بعض الاخبار كانت تقول ان رونار كان قد أخبر اللاعبين قبل السفر الى مصر انه سيغادر بعد كأس افريقيا مباشرة مما زاد الطين بلة و جو عدم الانضباط اصبح هو السائد بين المجموعة .
و النتيجة تابعناها معا .
لذلك فأظن ان كل مغربي متابع و محب للمنتخب المغربي يجب ان يكون خلف خاليلوزيتش و معه قلبا و قالبا , لأنه شبعنا من كثرة الانتصارات الوهمية و الترشيحات الفارغة و الفوز بالبطولات قبل بدايتها .
الحل هو اللعب و مناقشة المباريات واحدة تلو و الاخرى حسب معطياتها .و لا يوجد منتخب عالمي يفوز بالبطولة بسيطرة كروية مطلقة.
و الأمثلة كثيرة , المنتخب الجزائري فاز بالكان الاخير بشكل و رسم يسوده الانضباط الدفاعي قبل كل شيء و بغداد بونجاح يعتبر أول مدافع عندما تكون الكرة بين أرجل الخصم .
المنتخب الايطالي فاز باليورو بأسماء تلعب البطولة لأول مرة و أسماء تمارس بساسولو و اندية اخرى صغيرة في الوقت التي يلعب المنتخبات الاخرى بترسانة لاعبين 5 نجوم . لكن دائما ما كرة القدم عودتنا ان المنتصر هو الاكثر تنظيما .
تونس فازت على نيجيريا في مباراة ناقشها نسور قرطاج بهدوء و عدم تسرع و تنظيم كبير جدا , و هذه هي السمة التي تميز منتخب تونس تاريخيا انه منتخب دائما ما يكون منظم حتى ان غابت عنه المواهب و اللمسة الاستثنائية .
لذلك ليس أمامنا سوى الثقة في منتخبنا و السير وراءه مؤمنين انها تجربة تدريبية جديدة تبحث عن الانتاج اكثر بدون النظر و التركيز في الطريقة أو ماهية الفوز .
ديما مغرب 🇲🇦👑
#اسماعيل_ارسلان