حقق منتخب مصر فوزًا هامًا على حساب منافسه المنتخب السوداني بهدف دون مقابل، في إطار منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات لبطولة كأس أمم أفريقيا 2021.
نتيجة كانت كافية لحسم تأهل منتخب مصر إلى الدور الثاني بعدما حصل على المركز الثاني برصيد 6 نقاط خلف المنتخب النيجيري المتصدر بالعلامة الكاملة، ولتحتل السودان أيضًا المركز الثالث بنقطة واحدة وبأفضلية الأهداف عن منتخب غينيا بيساو صاحب المركز الرابع.
في هذا التحليل الذي ربما يطول كثيرًا، سوف ألقي الضوء بشكل عميق على مباراة مصر والسودان والتي أراها أفضل مباراة تكتيكية في المسابقة حتى الآن، سأقوم باستكشاف التفاصيل الدقيقة بشأن ما حدث حقًا في ياوندي ; أفكار المدربين، نوايا وسلوك الفريقين، الحلول المتخذة للتعامل مع المشاكل التي واجهتهم.
بقيادة مديره الفني كارلوس كيروش بدأ المنتخب المصري المباراة بـ 4-3-3، محمد الشناوي في حراسة المرمى، أمامه رباعي دفاعي، عمر كمال، أحمد حجازي، محمد عبدالمنعم وأيمن أشرف، خط الوسط تكون من عمرو السوليه، أمامه كل من عبدالله السعيد ومحمد النني، وفي المقدمة الثلاثي الهجومي، عمر مرموش، محمد صلاح ومصطفى محمد.
في الجهة الأخرى بدأ المنتخب السوداني بقيادة بورهان تيا المباراة بـ 4-4-2، محمد مصطفى في حراسة المرمى، أمامه رباعي دفاعي، مصطفى الفدني، الصادج حسن، مصطفى كارشوم ومازن محمدين، أمامهم رباعي وسط، دهيا محجوب، محمد الراشد، ولي الدين خضر وعبدالرازج عمر، في المقدمة ثنائي الهجوم محمد حسوين ومحمد عبدالرحمن.
<blockquote class="imgur-embed-pub" lang="en" data-id="f7kkh8q" data-context="false" ><a href="//imgur.com/f7kkh8q"></a></blockquote><script async src="//s.imgur.com/min/embed.js" charset="utf-8"></script>
كل قرار يتخذه المدربون هو في الواقع يأتي نتيجة مجموعة من الأفكار التي يريدون رؤيتها على أرضية الميدان ; يعتقدون من خلال هذه الأفكار أنهم يمكنهم التسبب بأضرار للمنافسين واستغلال نقاط ضعفهم. قد ترى تغييرًا جوهريًا في مراكز اللاعبين، وظائفهم، ونواياهم.
استخدم المنتخب السوداني خلال البطولة هيكل 4-4-2، حدث ذلك أمام غينيا بيساو، نيجيريا ومصر على الترتيب. لقد اختلفت نوايا وأفكار الفريق في كل مباراة، من 4-4-1-1، 4-4-2 دايموند، فلات، وأخيرًا 4-2-2-2، لكن على الرغم من ذلك بقى الهدف واضحًا; توجيه المنافس للأطراف ومن ثم محاولة منعه من التقدم أو اعتراضه هناك.
على الرغم من كون هذا النمط مفيد في الغالب للفريق فقد جعلهم أيضًا معرضين لاختراق من أحد الجوانب بفضل الترحيل البطيء في كثير من الأحيان أو سرعة الخصم في تبديل اللعب من جانب إلى آخر.
حدث هذا الأمر أمام المنتخب النيجيري أثناء الضغط بهيكل 4-4-1-1، عندما ذهب المهاجم لإجبار قلب دفاع نيجيريا الأيسر على التمرير نحو الجهة اليسرى. لقد وضع ظهير نيجيريا الأيسر نفسه متأخرًا لتثبيت جناح السودان الأيمن، وهناك سقط لاعب وسط نيجيريا الأيسر لاستلام تمريرة الظهير مما اعطى لاعب وسط السودان الأيمن محفزًا للصعود والضغط وكذلك جعل لاعب الوسط الهجومي يتراجع بضع ياردات، قبل أن ينجح لاعب وسط نيجيريا في التمرير نحو قلب دفاع نيجيريا الأيمن.
<div style="width:100%;height:0;padding-bottom:53%;position:relative;"><iframe src="https://giphy.com/embed/usVFnq6uKdJu4KqAqy" width="100%" height="100%" style="position:absolute" frameBorder="0" class="giphy-embed" allowFullScreen></iframe></div>
بمجرد صعود قلب دفاع نيجيريا الأيمن، بدأت كتلة السودان في الترحيل بشكل افقي ومع وضع لاعب وسط نيجيريا الأيسر نفسه كخيار تمرير، فقد جذب لاعب وسط السودان الأيسر الذي من المفترض أن يغطى المساحة خلفه، خصوصًا مع عدم قراءة جناح السودان الأيسر للعبة بشكل جيد والتزام الظهير الأيسر بجناح نيجيريا الأيمن مما منح نيجيريا مساحة هائلة للعب بين الخطوط.
هناك أيضًا خلل يحدث في جهة السودان اليمنى أثناء دفاع الفريق بكتل متوسطة ومنخفضة، حيث يمكن التلاعب بهم بسهولة هناك، أمام نيجيريا كان عليهم مرة أخرى اختبار أنفسهم في تلك الوضعية.
<div style="width:100%;height:0;padding-bottom:53%;position:relative;"><iframe src="https://giphy.com/embed/tDJWDwTwTblmGmBjQG" width="100%" height="100%" style="position:absolute" frameBorder="0" class="giphy-embed" allowFullScreen></iframe></div>
يمرر لاعب وسط نيجيريا الأيسر الكرة نحو الظهير الأيسر ليتراجع الخط الثاني للسودان في محاولة لمنع تقدم نيجريا. يعود ظهير نيجيريا بالكرة مرة أخرى للاعب الوسط لأنهم يريدون من لاعب الوسط الأيسر الخروج والضغط، أثناء ذلك يقوم جناح نيجيريا بالسقوط في نصف المساحة اليسرى لسحب ظهير السودان الأيمن وفي ذلك الوقت يركض ظهير نيجيريا في المساحة خلف الظهير.
أما على الجانب الآخر، فالمنتخب المصري ليس أفضل حالاً، الفريق لديه مشاكل عديدة أثناء وخارج الحيازة. لكن من ضمن جميع المشكلات الواضحة فإن بناء اللعب أثناء الحيازة، والضغط السيء بكتلة متوسطة، والدفاع في اللحظات الانتقالية هي مشكلات حقيقية.
بالطبع لن يكون لدى وقتًا للحديث عن سبب المشكلات أثناء البطولة والتي زادت بشكل واضح مقارنة بشكل المنتخب في كأس العرب لكن يمكن هنا وضع عناوين، بناء اللعب لم ولن يتناسب مع هذه المجموعة من اللاعبين بفضل جودتهم القليلة مع الكرة، هذا يشمل قلوب الدفاع، الأظهرة، ولاعبو الوسط.
أما الضغط بكتلة متوسطة فهو يتم بشكل غير منهجي لعدم توافق المنظومة والتي تجعل صلاح معفيًا من القيام بواجبات النمط وبذل مجهود بالإضافة إلى عدم اتساق مصطفى محمد في تحديد المسارات وتوجيه الخصوم وغطاء الظل (غلق مسارات التمرير)، مما أثر على مجموعة اللاعبين ككل، هناك أسباب أخرى تتعلق بتقدم عمر بعض اللاعبين وعدم وعي الأظهرة بمرجعيات المساحة والزميل وهو أمر يجعلنا نمر إلى الدفاع أثناء اللحظات الانتقالية لأن مهام الفريق الاساسية والتي تهتم بالضغط العكسي لا تتم بشكل جيد وهو ما يتنافى تمامًا مع ما حدث في كأس العرب لطبيعة الأسماء المشاركة حينها.
لقد تحدث عن عدم وعي الأظهرة بالمرجعيات وأنا أتحدث عن العناصر الأساسية مثل أكرم توفيق وأحمد فتوح فما بالك بالبدلاء، يمكن توضيح ذلك بأن اكرم على سبيل المثال يستخدم تدخلاته لإنقاذ الوضع وهو يتناسب مع نية الفريق سواء بمنع تقدم الخصوم أو بعد فقدان الكرة، وكذلك أيضًا فتوح الذي يعتبر واحد من أهم اللاعبين في المنظومة الهجومية للفريق سواء في التقدم بالكرة أو في مرحلة صناعة الفرص وبغيابه تم القضاء على عنصر الإبداع والمفاجأة في الجهة اليسرى.
كان شكل المنتخب المصري أثناء بناء اللعب 2+1 حيث يتمركز السوليه كلاعب ارتكاز وحيد على نفس الخط الأفقي للأظهرة بينما يأخذ النني وعبدالله السعيد أماكن متقدمة أكثر في الممرات الداخلية.
<blockquote class="imgur-embed-pub" lang="en" data-id="CNgNI4K" data-context="false" ><a href="//imgur.com/CNgNI4K"></a></blockquote><script async src="//s.imgur.com/min/embed.js" charset="utf-8"></script>
أما منتخب السودان فقد حاول الضغط بكتلة متوسطة بـ 4-4-2 دايموند ووضع مصائد ضغط على لاعب الارتكاز بالإضافة إلى الجوانب، حيث يأخذ لاعب الوسط الهجومي لاعب ارتكاز مصر بينما يستعد الثنائي الهجومي للضغط على قلوب الدفاع، وإجبارهم وتوجيههم للتمرير نحو الأظهرة ومن ثم غلق زوايا التمرير الخلفية.
<div style="width:100%;height:0;padding-bottom:53%;position:relative;"><iframe src="https://giphy.com/embed/AG6qoyH2IzAcOQ6eub" width="100%" height="100%" style="position:absolute" frameBorder="0" class="giphy-embed" allowFullScreen></iframe></div>
على سبيل المثال إذا كانت الكرة تحت أقدام حجازي يبدأ المهاجم الأيمن بالضغط من الداخل للخارج لتوجيه حجازي للتمرير نحو عمر كمال ثم يتتبعه لغلق إمكانية التمرير الخلفي لحجازي مرة أخرى، أثناء ذلك يصعد لاعب الوسط الأيسر لغلق زوايا التمرير على عمر، ثم يبدأ خلفه لاعب الارتكاز بتتبع النني وفي نفس الوقت يقوم لاعب الوسط الأيمن بالترحيل ليغطي المساحة التي تركها لاعب الارتكاز خلفه.
يقوم الظهير الأيسر بمراقبة صلاح وهو مسئول فقط عن منطقته الخاصة أي الجانب الأيسر والممر الداخلي، بينما يقوم قلب الدفاع في نفس الجهة بتتبع اللاعب الساقط في تلك الجهة (النني/مصطفى). كانت فكرة السودان جيدة للتعامل مع جهة منتخب مصر اليمنى لكنها كما ذكرت في الأعلى يصحبها مخاطرة كذلك خصوصا مع عدم عودة الثنائي الهجومي للدفاع بشكل مستمر.
<div style="width:100%;height:0;padding-bottom:53%;position:relative;"><iframe src="https://giphy.com/embed/DriAySAn9D92qHdaOH" width="100%" height="100%" style="position:absolute" frameBorder="0" class="giphy-embed" allowFullScreen></iframe></div>
<div style="width:100%;height:0;padding-bottom:53%;position:relative;"><iframe src="https://giphy.com/embed/ii2de6e4sEjnRO07pp" width="100%" height="100%" style="position:absolute" frameBorder="0" class="giphy-embed" allowFullScreen></iframe></div>
إذا نجح المنتخب المصري أثناء بناء اللعب في الخروج من مصيدة الضغط في الجوانب أو عند لاعب الارتكاز (الأماكن الضيقة) سواء عن طريق تمرير الأظهرة الخلفي لقلوب الدفاع، فإن توجيه مسار الكرة سريعًا للجهة الأخرى سيشكل خطرًا كبيرًا على السودان وهو ما حدث بالفعل. إذا مرر حجازي على سبيل المثال الكرة إلى زميله عبدالمنعم ثم نقلها الأخير للظهير في الجهة العكسية فإن هذا من شأنه أن يُكسب السودان ثواني للترحيل وتنظيم أنفسهم لكن مع مرور الوقت بدأ حجازي بإرسال الكرات الطويلة إلى أيمن أشرف وهو ما يجعل لديه وقت للتدرج بالكرة وخلق مواقف واعدة هناك.
<blockquote class="imgur-embed-pub" lang="en" data-id="tdhtzVp" data-context="false" ><a href="//imgur.com/tdhtzVp"></a></blockquote><script async src="//s.imgur.com/min/embed.js" charset="utf-8"></script>
<blockquote class="imgur-embed-pub" lang="en" data-id="BfdTXtU" data-context="false" ><a href="//imgur.com/BfdTXtU"></a></blockquote><script async src="//s.imgur.com/min/embed.js" charset="utf-8"></script>
<div style="width:100%;height:0;padding-bottom:53%;position:relative;"><iframe src="https://giphy.com/embed/cVYrh7G5MkZeT4vod7" width="100%" height="100%" style="position:absolute" frameBorder="0" class="giphy-embed" allowFullScreen></iframe></div>
<div style="width:100%;height:0;padding-bottom:53%;position:relative;"><iframe src="https://giphy.com/embed/adunn5ixl4iJKHO5ov" width="100%" height="100%" style="position:absolute" frameBorder="0" class="giphy-embed" allowFullScreen></iframe></div>
أما في مرحلة صناعة الفرص فقد استفاد المنتخب المصري كثيرًا من نقاط ضعف المنتخب السوداني وهو شيء كان من الواضح أنهم درسوه بشكل جيد قبل المواجهة. لقد ذكرت أن المنتخب السوداني لديه مشكلة كبيرة في جهته اليمنى، لذلك وكما فعلت نيجيريا حاول منتخب مصر فعل نفس الشيء.
يمرر عبدالله السعيد الكرة إلى أيمن أشرف على الخط الجانبي، يحتفظ أيمن بالكرة لعدد من الثواني ثم يمرر مرة أخرى لعبدالله الذي يأخذ موقعًا عميقًا لسحب لاعب وسط السودان الأيسر، أثناء ذلك يسقط مرموش للوسط وهو على استعداد لاستلام تمرير عبدالله ثم الدوران لداخل الملعب.
<blockquote class="imgur-embed-pub" lang="en" data-id="Y5cSwVB" data-context="false" ><a href="//imgur.com/Y5cSwVB"></a></blockquote><script async src="//s.imgur.com/min/embed.js" charset="utf-8"></script>
أو أثناء استلام عبدالله للتمريرة وسقوط مرموش لسحب ظهير السودان، يبدأ أيمن بالركض في المساحة خلف الظهير، يبدأ عبدالله التمرير نحو مرموش الذي ينجح في وضع أيمن في مواقف واعد على الجهة اليمنى.
<blockquote class="imgur-embed-pub" lang="en" data-id="fdRgyfs" data-context="false" ><a href="//imgur.com/fdRgyfs"></a></blockquote><script async src="//s.imgur.com/min/embed.js" charset="utf-8"></script>
<blockquote class="imgur-embed-pub" lang="en" data-id="TALhPCo" data-context="false" ><a href="//imgur.com/TALhPCo"></a></blockquote><script async src="//s.imgur.com/min/embed.js" charset="utf-8"></script>
<div style="width:100%;height:0;padding-bottom:53%;position:relative;"><iframe src="https://giphy.com/embed/9I8X84l2Og2LkLKYAD" width="100%" height="100%" style="position:absolute" frameBorder="0" class="giphy-embed" allowFullScreen></iframe></div>
بعد مرور ثلث ساعة طلب كيروش ومساعده محمد شوقي من النني أن يقوم بالسقوط في الجانب الأيمن لسحب الظهير وإنشاء مساحة خلفه وكذلك بالدفع لأعلى عند سقوط مرموش في الجهة اليسرى وسقوط صلاح للوسط كذلك.
<div style="width:100%;height:0;padding-bottom:53%;position:relative;"><iframe src="https://giphy.com/embed/LtTftfHTscg0GtehLl" width="100%" height="100%" style="position:absolute" frameBorder="0" class="giphy-embed" allowFullScreen></iframe></div>
هنا حاول عبدالله السعيد الاستفادة من ذلك عندما وجد النني يأخذ مكان متقدم بين الخطوط مما جعل بالتبعية عمر كمال في موقف واعد في الجهة اليمنى.
<blockquote class="imgur-embed-pub" lang="en" data-id="b4XYLLJ" data-context="false" ><a href="//imgur.com/b4XYLLJ"></a></blockquote><script async src="//s.imgur.com/min/embed.js" charset="utf-8"></script>
لقد ذكرت أن فكرة المنتخب السوداني كانت ناجحة بشكل كبير في التعامل مع جهة مصر اليمنى. الأمر الذي أدى إلى فقدان صلاح للكثير من الكرات، خصوصا مع عدم الترابط بين الثلاثي صلاح، النني (والذي لا يجيد التداخلات والتقاطعات والركض على الأطراف) وعمر كمال.
<div style="width:100%;height:0;padding-bottom:53%;position:relative;"><iframe src="https://giphy.com/embed/2IsjLkO6LaRPM0VX52" width="100%" height="100%" style="position:absolute" frameBorder="0" class="giphy-embed" allowFullScreen></iframe></div>
كان من المفترض أن يكون لصلاح دور كبير في تبديل اللعب وإيجاد عبدالله بين الخطوط لكن لم تكن استلامه للكرة جيد نتيجة تضييق المساحات عليه هناك. بدأ عمر التمرير القطري نحو صلاح في نصف المساحة اليمنى، أثناء ذلك يغلق لاعب وسط السودان الأيسر مسار التمرير نحو صلاح، في حين أن النني مراقب من الظهير الأيسر، قلب الدفاع الأيسر يسقط مع صلاح أثناء اقتراب لاعب الوسط الهجومي منه كذلك لحصاره هناك. يمكن ملاحظة أن لاعب الارتكاز يستعد لتغطية قلب الدفاع الساقط بينما يأتي لاعب الوسط الأيسر لتغطية لاعب الارتكاز.
<blockquote class="imgur-embed-pub" lang="en" data-id="AcXhhuI" data-context="false" ><a href="//imgur.com/AcXhhuI"></a></blockquote><script async src="//s.imgur.com/min/embed.js" charset="utf-8"></script>
<blockquote class="imgur-embed-pub" lang="en" data-id="YNPmaME" data-context="false" ><a href="//imgur.com/YNPmaME"></a></blockquote><script async src="//s.imgur.com/min/embed.js" charset="utf-8"></script>
أدى ذلك إلى حصول المنتخب السوداني على لحظات انتقالية عديدة خاصةً مع بقاء عدد قليل من اللاعبين خلف الكرة وعدم إمكانية تنفيذ الضغط المضاد بشكل جيد وكذلك مع إبقاء المنتخب السوداني للاعبين اثنين في الأمام.
لذلك تدخل كيروش مرة أخرى وطلب تبديل المراكز بين النني والسوليه مع تقدم أيمن عاليًا في الملعب والتزام عمر كمال بالبقاء أكثر. مكَّن هذا المنتخب المصري من التقدم بالكرة بشكل أفضل. كان النني خيار تمرير لزملائه في كثير من الأحيان.
<blockquote class="imgur-embed-pub" lang="en" data-id="5DFVTLV" data-context="false" ><a href="//imgur.com/5DFVTLV"></a></blockquote><script async src="//s.imgur.com/min/embed.js" charset="utf-8"></script>
<blockquote class="imgur-embed-pub" lang="en" data-id="XvcdvQi" data-context="false" ><a href="//imgur.com/XvcdvQi"></a></blockquote><script async src="//s.imgur.com/min/embed.js" charset="utf-8"></script>
صعود أيمن لأعلى أكثر كان يعني التزام لاعب الوسط الأيمن معه أكثر، بينما يبقى ثلاثي الوسط قريبين لخلق انقسام بين الخطين الثاني والثالث، ومع عدم قيام لاعبو وسط السودان بالضغط النشط في المركز، فقد كان بإمكان عبدالله أو النني إيجاد الثلاثي الهجومي حيث بقوا قريبين من بعضهم لحدوث التداخل.
كان تبديل المراكز علاجًا مؤقتًا أيضًا للحظات السودان الانتقالية حيث يجيد السوليه عملية بدأ الضغط بشكل جيد ومع بقاء عمر أكثر تحفظًّا نجح الفريق في السيطرة على السودان لكن رغم ذلك بقى صلاح تائهًا. هنا يمرر عمر لصلاح، لمسة واحدة لعمر مرة أخرى كافية لجعله يمرر نحو السوليه في المساحة لكن مرة أخرى تم حصار صلاح هناك وبدأ المنتخب السوداني لحظة انتقالية.
<blockquote class="imgur-embed-pub" lang="en" data-id="YpIz4dF" data-context="false" ><a href="//imgur.com/YpIz4dF"></a></blockquote><script async src="//s.imgur.com/min/embed.js" charset="utf-8"></script>
<blockquote class="imgur-embed-pub" lang="en" data-id="vfrBQV8" data-context="false" ><a href="//imgur.com/vfrBQV8"></a></blockquote><script async src="//s.imgur.com/min/embed.js" charset="utf-8"></script>
<blockquote class="imgur-embed-pub" lang="en" data-id="k2MxRSK" data-context="false" ><a href="//imgur.com/k2MxRSK"></a></blockquote><script async src="//s.imgur.com/min/embed.js" charset="utf-8"></script>
كانت فكرة السودان أثناء الاستحواذ واضحة، الفريق مباشر جدًا بالكرة ولا يميل إلى التمرير الكثير. هذا أمر نجحوا في تطبيقه بشكل جيد أمام المنتخب النيجيري عن طريق إرسال الكرات الطويلة خلف الخط الثاني للمنافس.
<div style="width:100%;height:0;padding-bottom:53%;position:relative;"><iframe src="https://giphy.com/embed/CfJNpWwoAdMGJe2FfB" width="100%" height="100%" style="position:absolute" frameBorder="0" class="giphy-embed" allowFullScreen></iframe></div>
لذلك حاولوا فعل نفس الأمر أمام المنتخب المصري والفوز بالكرة. في الواقع كانت تلك هي فكرتهم الوحيدة خلال الشوط الأول.
لقد فازوا في الواقع بالعديد من الكرات الثانية عن طريق تمركز الثنائي الهجومي بشكل 1-1، حيث يصعد خلفهم لاعب الوسط الهجومي ولاعب الارتكاز الذي يساعد في الفوز بالكرة.
<div style="width:100%;height:0;padding-bottom:53%;position:relative;"><iframe src="https://giphy.com/embed/xTtG9PMtIwDVsr7B2u" width="100%" height="100%" style="position:absolute" frameBorder="0" class="giphy-embed" allowFullScreen></iframe></div>
لكن رغم ذلك حاول المنتخب المصري التغلب على ذلك بتعديل تمركز قلوب الدفاع أثناء الدفاع ضد ضربات المرمى، حيث يصعد حجازي وهو الأكثر قوة للأمام قليلاً بينما يبقى عبدالمنعم للتغطية مع مساندة من أيمن أشرف كذلك في كثير من الأحيان.
<div style="width:100%;height:0;padding-bottom:53%;position:relative;"><iframe src="https://giphy.com/embed/k42axVize6SwmNaS6m" width="100%" height="100%" style="position:absolute" frameBorder="0" class="giphy-embed" allowFullScreen></iframe></div>
<div style="width:100%;height:0;padding-bottom:53%;position:relative;"><iframe src="https://giphy.com/embed/e4wnn4aHjjalG1DFOn" width="100%" height="100%" style="position:absolute" frameBorder="0" class="giphy-embed" allowFullScreen></iframe></div>
"لقد تمكنا من صد محاولات المنتخب السوداني في المرتدات حيث حاولوا ارسال الكرات خلف المدافعين ولكن كان تمركز لاعبينا جيدًا".
كارلوس كيروش
لقد ساعد شكل المنتخب المصري أثناء الضغط في نجاح فكرة السودان، لا يطلب المنتخب المصري من صلاح المساهمة الدفاعية لذلك يميل الفريق للضغط بشكل ضيق بـ 4-4-2 حيث يحاولون الضغط على جبهة المنافس اليمنى وإغلاق مساحة التمرير عليه للجانب الآخر. من هنا سينجرف لاعب الوسط الأيمن (النني في البداية ثم السوليه) للوسط أكثر للحصول على الكرة في المركز وبدأ التحول، هذا يعني أن المهاجم الأيسر سيتعين عليه الضغط بشدة على قلب الدفاع الأيمن لمنعه من استخدام التمرير القطري الطويل وإبقاء مسار تمريره في نفس الجهة لكن هذا لا يحدث غالبًا.
<blockquote class="imgur-embed-pub" lang="en" data-id="bgn2pYQ" data-context="false" ><a href="//imgur.com/bgn2pYQ"></a></blockquote><script async src="//s.imgur.com/min/embed.js" charset="utf-8"></script>
أفكار السودان في الشوط الثاني وقراءة كيروش للأحداث
بين شوطي المباراة قام المنتخب السوداني بـ 3 تبديلات، أحدهما كان اضطراريًا بخروج حارس المرمى لكن الأهم هنا هما التبديلان الآخران، خروج لاعب الوسط الأيمن محمد الراشد، والمهاجم محمد حسوين ونزول الجناحين جمعة عباس، وياسين حامد.
جعل هذا الشكل الهجومي للمنتخب السوداني يتحول إلى 4-2-2-2 مع ميل لاعبي الوسط الهجومي للجهة اليمنى (اليسرى لمصر) أكثر.
كان الهدف من ذلك هو اللعب في المساحة خلف عبدالله السعيد في الجهة اليمنى، وقد كانت فكرتهم جيدة بالفعل لتحقيق ذلك.
<blockquote class="imgur-embed-pub" lang="en" data-id="wkgu4OG" data-context="false" ><a href="//imgur.com/wkgu4OG"></a></blockquote><script async src="//s.imgur.com/min/embed.js" charset="utf-8"></script>
هنا يبدأ حارس المرمى الهجمة وهو يريد إيصال الكرة في المساحة خلف عمر مرموش، لكن الأخير يراقب الوضع ويعود للتغطية.
<blockquote class="imgur-embed-pub" lang="en" data-id="d8rsTv6" data-context="false" ><a href="//imgur.com/d8rsTv6"></a></blockquote><script async src="//s.imgur.com/min/embed.js" charset="utf-8"></script>
لذلك يبدأ في بناء اللعب مع قلب دفاعه الأيمن مما يجعل مصطفى يصعد للضغط عليه فيعود مرة أخرى لحارس المرمى.
<blockquote class="imgur-embed-pub" lang="en" data-id="fsmtPfJ" data-context="false" ><a href="//imgur.com/fsmtPfJ"></a></blockquote><script async src="//s.imgur.com/min/embed.js" charset="utf-8"></script>
<blockquote class="imgur-embed-pub" lang="en" data-id="dPmeL6v" data-context="false" ><a href="//imgur.com/dPmeL6v"></a></blockquote><script async src="//s.imgur.com/min/embed.js" charset="utf-8"></script>
التمريرة الخلفية تجعل مرموش يأخذ بضع الخطوات للأمام خاصة أن عبدالله أخذ لاعب الوسط الأيمن. يبدأ حارس المرمى مباشرة في إرسال الكرة الطويلة للظهير الأيمن والذي يجد نفسه في وضع متقدم.
<blockquote class="imgur-embed-pub" lang="en" data-id="kftUOGF" data-context="false" ><a href="//imgur.com/kftUOGF"></a></blockquote><script async src="//s.imgur.com/min/embed.js" charset="utf-8"></script>
أتت الفكرة الثانية من حيث أنهيت حديثي عن الشوط الأول، عدم عودة صلاح للمساندة الدفاعية.
كان وجود البديل جمعة عباس بين الخطوط مفيدًا للمنتخب السوداني فبعيدًا عن اللعب خلف عبدالله ومرموش فقد ألزم عبدالله أيضًا بالابتعاد عن المساحة المحددة له وبالتالي عدم القدرة على إغلاق نصف المساحة اليمنى (اليسرى للسودان)، خصوصا مع التزام النني بالعودة ومساندة قلوب الدفاع. أدى ذلك إلى خلق المنتخب السوداني لمواقف 2 ضد 2 و3 ضد 2.
<blockquote class="imgur-embed-pub" lang="en" data-id="Fezhw5r" data-context="false" ><a href="//imgur.com/Fezhw5r"></a></blockquote><script async src="//s.imgur.com/min/embed.js" charset="utf-8"></script>
<blockquote class="imgur-embed-pub" lang="en" data-id="dcVFsfJ" data-context="false" ><a href="//imgur.com/dcVFsfJ"></a></blockquote><script async src="//s.imgur.com/min/embed.js" charset="utf-8"></script>
<blockquote class="imgur-embed-pub" lang="en" data-id="3NjHRfC" data-context="false" ><a href="//imgur.com/3NjHRfC"></a></blockquote><script async src="//s.imgur.com/min/embed.js" charset="utf-8"></script>
<blockquote class="imgur-embed-pub" lang="en" data-id="zx6OvR8" data-context="false" ><a href="//imgur.com/zx6OvR8"></a></blockquote><script async src="//s.imgur.com/min/embed.js" charset="utf-8"></script>
<blockquote class="imgur-embed-pub" lang="en" data-id="Pya9CvQ" data-context="false" ><a href="//imgur.com/Pya9CvQ"></a></blockquote><script async src="//s.imgur.com/min/embed.js" charset="utf-8"></script>
للتغلب على اختراق السودان للجانب الأيمن، اضطر أيمن أشرف للصعود وتعقب جمعة عباس لكن هذا جعل عبدالمنعم وحجازي في خطر محتمل وإمكانية التعرض للموقف 2 ضد 2.
<blockquote class="imgur-embed-pub" lang="en" data-id="G6sD3bw" data-context="false" ><a href="//imgur.com/G6sD3bw"></a></blockquote><script async src="//s.imgur.com/min/embed.js" charset="utf-8"></script>
لذلك تدخل كيروش على الفور وأدخل زيزو بدلاً من عبدالله الذي استهلك طاقته تمامًا ليستعيد الفريق التوازن مرة أخرى ولكن بقيت المشكلة الأخرى (عدم مساندة صلاح) قائمة والتي سأتناولها في الفقرة التالية.
مخاطرة سودانية وعدم استغلال من الجانب المصري
ميل ثنائي الوسط الهجومي للسودان إلى الجهة اليمنى مع عدم عودة الجناح البديل المشارك في الجهة اليسرى، ياسين حامد للمساندة جعل الفريق مهددًا بشكل متكرر، خصوصا مع نيتهم لدفاع المساحة وحصار المنتخب المصري في جهته اليسرى (اليمنى للسودان).
سمح ذلك للمنتخب المصري بتبديل اللعب وإيجاد عمرو السوليه بين الخطوط وإعطاء حرية مطلقة لصلاح وعمر كمال للانطلاق.
<div style="width:100%;height:0;padding-bottom:53%;position:relative;"><iframe src="https://giphy.com/embed/s24Ps943zwibjj75xn" width="100%" height="100%" style="position:absolute" frameBorder="0" class="giphy-embed" allowFullScreen></iframe></div>
<div style="width:100%;height:0;padding-bottom:53%;position:relative;"><iframe src="https://giphy.com/embed/YNQo7U8b3yNSkmPoxi" width="100%" height="100%" style="position:absolute" frameBorder="0" class="giphy-embed" allowFullScreen></iframe></div>
بعدما خلق نزول زيزو توازنًا في الجهة اليسرى بالإضافة إلى طاقته الكبيرة في مساندة لاعبي الوسط، جعل ذلك المنتخب السوداني يستخدم سلاحه الأخير وانتقل للجانب الآخر وذلك بوضع جمعة عباس في الجهة اليسرى وإدخال ياسين حامد أكثر داخل الصندوق.
<blockquote class="imgur-embed-pub" lang="en" data-id="5HsiRbr" data-context="false" ><a href="//imgur.com/5HsiRbr"></a></blockquote><script async src="//s.imgur.com/min/embed.js" charset="utf-8"></script>
<blockquote class="imgur-embed-pub" lang="en" data-id="NliFetb" data-context="false" ><a href="//imgur.com/NliFetb"></a></blockquote><script async src="//s.imgur.com/min/embed.js" charset="utf-8"></script>
<div style="width:100%;height:0;padding-bottom:53%;position:relative;"><iframe src="https://giphy.com/embed/MbmzVPoBJGUbH3l0yx" width="100%" height="100%" style="position:absolute" frameBorder="0" class="giphy-embed" allowFullScreen></iframe></div>
ومرة أخرى ظهرت مشكلة عدم مساندة صلاح الدفاعية خصوصا بعدما استنزف السوليه كامل طاقته في الارتداد ومساندة عمر، على أثر ذلك حاول المنتخب السوداني ارسال الكرات العرضية من هناك لكن تعامل دفاع المنتخب المصري مع الأمر كان جيدًا ليتدخل كيروش ولكن هذه المرة بشكل متأخر قليلاً وذلك حينما أدخل حمدي فتحي ومروان حمدي بدلاً من عمرو السوليه ومصطفى محمد.
<div style="width:100%;height:0;padding-bottom:53%;position:relative;"><iframe src="https://giphy.com/embed/pv7GUQPYQGOPEMXgs2" width="100%" height="100%" style="position:absolute" frameBorder="0" class="giphy-embed" allowFullScreen></iframe></div>
<div style="width:100%;height:0;padding-bottom:53%;position:relative;"><iframe src="https://giphy.com/embed/1oVUXSVXyTtrh5Bem4" width="100%" height="100%" style="position:absolute" frameBorder="0" class="giphy-embed" allowFullScreen></iframe></div>
<div style="width:100%;height:0;padding-bottom:53%;position:relative;"><iframe src="https://giphy.com/embed/qWOk6zdSqGoVMLGShY" width="100%" height="100%" style="position:absolute" frameBorder="0" class="giphy-embed" allowFullScreen></iframe></div>
لقد كانت مباراة مليئة حقًا بالأفكار وإيجاد الحلول للهروب من المشاكل وهو أمر لا يحدث عادةً في القارة الأفريقية. لقد تعامل كيروش بشكل جيد للغاية مع ظروف المباراة وكان دائمًا في الوقت المناسب وقد ظهر ذلك في حديثه بعد المباراة والذي أجد نفسي متفقًا معه بشكل كلي، بينما وفي الجانب الآخر قدم لنا المنتخب السوداني مؤشرات جيدة جدًا فيما يتعلق بردود الفعل ودراسة المنافس بشكل منهجي ومفصَّل.