خسر المنتخب الجزائري أمام غينيا الاستوائية بالأمس، في ثاني مبارياته بالكان، والتي كانت أحد أكبر مفاجآت البطولة حتى الآن، وكان هذا التعثر هو الثاني للخضر، بعد التعادل في اللقاء الأول أمام سيراليون.
حسنا، اعتقد أن أسباب هذا السقوط كثيرة، منها ذهنية، وأخرى بدنية، وأيضا غياب الجاهزية لدى المنتخب، وهذا يعود بالأساس لتأخر تنقلهم للكاميرون للتعود على الأجواء، حيث أن المعسكر الذي سبق البطولة كان بقطر، في أجواء مختلفة كليا عن أجواء البلد المستضيف للبطولة، وحتى بتنقلهم هناك، حدث قبل يومين فقط من اللقاء الأول، حيث قام المنتخب بحصة تدريبية وحيدة قبل المباراة.
ننتقل للملعب الآن، وما حدث بالمبارتين.
أولا، لا يمكن أن نغض البصر عن الأرضية السيئة جدا التي لُعبت فيه المبارتين، والتي لم تساعد أبدا المنتخب لتقديم كرته بنفس الجودة والسرعة في نقل الكرة وفي التحولات، ولهذا تأثير كبير جدا على مستوى المنتخب. وهذا ليس عذرا، أو ربما يكون، لكنه حقيقة، لأن الكرة التي يلعبها جزائر بلماضي لا تليق بأرضية كهذه، عكس الخصوم الذين قابلهم والذين دافعا أغلب الوقت، وكانت الأرضية في مصلحتهم.
بالرغم من ذلك، وباستثناء شوط أول سيء أمام سيراليون، والذي كان أول أشواط المنتخب بالبطولة، فإن الجزائر قدمت ثلاث أشواط وصلت فيهم للمرمى كثيرا بكل الطرق، كانت تستحق التسجيل بكل صدق، لكن رافقهم سوء الحظ، وغاب التركيز عن لاعبي الخط الأمامي، انفرادات بالجملة ضاعوا بسبب رعونة اللاعبين. تخيل أن المنتخب في اللقاء الأول سدد 19 مرة، منها 14 تسديدة كاملة داخل منطقة الجزاء، وفي اللقاء الثاني سددوا 13 مرة أيضا، 10 داخل منطقة الجزاء.
ربما ما ألوم عليه بلماضي، هو الشوط الأول في اللقاء الأول فقط، حيث دخل بشكل 4-1-4-1، لمحاولة الضغط بقوة وحسم اللقاء من البداية، ظنا منه أن الخصم في المتناول، لكنه لم يكن مستعدا لاستقبال تحولات سيراليون، التي انطلقت من كرات كثيرة قُطِعت من بلقبلة، الذي كان وحيدا في دائرة المنتصف خلف الخماسي الأمامي المتقدم، بالإضافة لصعود الأظهرة باستمرار أيضا، (شاهد بنسبعيني في الصورة مثلا أين يتواجد). بالتالي كانت هنالك فراغات كثيرة أمام دفاع الخضر، وهذا الشوط كان سيراليون قريبا من الخروج متقدما فيه، وكان يستحق قياسا على ما ضيعه من فرص.
غير ذلك، فإن بلماضي لا يلام أبدا، لأنه فعل كل شيء، وكما يقول بيب غوارديولا، فإن مهمة المدرب تكمن في إيصال الكرة للثلث الأخير. فما بالك برجل صنع عشرات الفرص، فرص حقيقية كانت تحتاح للمسة أخيرة صحيحة فقط، بالتالي فإن المدرب ليست لديه عصى سحرية للتحكم بقرارات اللاعبين داخل منطقة الجزاء. جمال بواقعية أكثر في الاشواط الثلاثة الأخيرة، ضاعف فرصه للتسجيل، لكن في المقابل أمّن المناطق الخلفية بإقحامه بن دبكة إلى جانب بلقبلة في الشوط الثاني للقاء الأول، وأدخله أساسيا في اللقاء الثاني بجانب بناصر الذي عاد من الإيقاف.
في الأخير، الفرصة بين يدي المنتخب الجزائري للتأهل، حتى بالرغم من أن الخصم القادم هو الأصعب بالمجموعة، إلا أنهم قادرون على تجاوزه. لا يجب أن يتأثر المنتخب ذهنيا بهذه الخسارة، ولا بضياع سلسلة اللاهزيمة، المباراة القادمة هي مباراة حياة أو موت، النجاة منها وبلوغ الدور الثاني، سيشكل نقلة كبيرة في مشوار المنتخب بالبطولة.